ولد مصطفى الصوفي في
غيرسن (Giresun)
على البحر الاسود في
تركيا عام 1883. وبعد أن أتم دراسته الابتدائية والثانوية في دمشق
والقدس، تابع دراسته في ارزورم (Erzurum).
ثم بعد تخرجه من مدرسة اسطنبول للقانون عام 1905، تابع تعليمه في
مدرسة باريس للعلوم السياسية. ومصطفى الصوفي الذي كان مقرباً من
حركة الاتحاد والتطوير (Itihat
and Terakki)،
كان أيضاً مراسلاً لجريدة تانين (Tanin)عاد
إلى اسطنبول عندما تم إعلان القيام حكومة الملكية الدستورية
الثانية عام 1908. بعد ذلك قطع مصطفى علاقاته مع حركة الاتحاد
والتطوير بعد المؤتمر العام للمنظمة عام 1911، وأظهر معارضة لها.
ثم في عام 1912 تخلى
عنها تماماً، وبعدها، في عام 1913، أرسل مصطفى إلى المنفى في سجن
سينوب (Sinop)
نتيجة لموجة الاعتقالات التي بدأت ضد المعارضين بعد وفاة محمود
سيفيكت باشا (Mahmut
Seveket).
ثم بعد فراره من
السجن أصبح سجين حرب في روسيا، حيث التقى ببولشوفيسك (Bolshovisk)
خلال حرب التقسيم الامبريالية الأولى، حيث اكتسب حينها هويته
الشيوعية. كما قام بممارسة الدعاية (البروباغاندا) الشيوعية ونظم
النشاطات بين سجناء الحرب الأتراك، حيث اضطلع بمهمة سكرتير لمير
سييت سلطان غالييف (Mir
Seyit Sultan Galiyev)،
أحد نواب ستالين.
وخلال الحرب الأهلية ،قاتل في صفوف الجيش الأحمر
من خلال فريق نظم من سجناء الحرب الأتراك. كما عمل على عقد اجتماع
للمؤتمر الأول لليسار التركي الاشتراكي (25 يوليو- تموز1918)،
والمؤتمر الأول للشيوعيين المسلمين في موسكو (نوفمبر- تشرين الثاني
-1918).
ومصطفى
الصوفي الذي شارك في المؤتمر الأول للعالم الثالث
كمندوب من تركيا، أتى إلى باكو (Baku)، في مايو- أيار- 1920 وانضم إلى العمل التنظيمي باتجاه مناطق
سواحل البحر الأسود. حيث كان يرسل بانتظام جرائد ومجلات وكتب
متنوعة إلى أناتوليا
Anatolya.
وفي العاشر من
سبتمبر- أيلول 1920، عقد المؤتمر العام للشيوعيين الأتراك في (باكو
(Baku
وحضره 75 مندوباً من تركيا. وخلال المؤتمر توحدت المجموعات
الشيوعية وأسسوا الحزب الشيوعي التركي (TKP)
حيث انتخب مصطفى كزعيم للحزب وإيثم نجاة
EthemNeja))
أمينا عاماً له.
انطلق مصطفى ورفاقه بعد المؤتمر لممارسة النضال في
أناتوليا (Anatolia)
وفقاً للقرار الصادر عن المؤتمر "المساعدة في تعميق الحركة
التحررية الوطنية ضد الامبريالية، وتحضير الأسس والظروف الضرورية
لتوطيد سلطة العمال، والذي هو الهدف الحقيقي والأخير للطبقة
العاملة.
إلا أن مصطفى ورفاقه
عانوا من عمليات إعدام دون محاكمات قام بها أنصار مصطفى كمال في
كارس (Kars،
وإرزورم ترابزون) (ErzurumTrabzon)، حيث
أرسلوا ثانية إلى (باكوBaku)
وفي 28 يناير- كانون الثاني 1921 انطلقوا نحو (باكوBaku)
في قارب وكانت أسلحتهم قد أخذت منهم، ثم قتلهم أنصار مصطفى كمال
الذين كنوا يطاردونهم.
حيث طعن البحر الأسود خمسة عشر مرة في الصدر
(استشهد الرفاق الخمسة عشر) وأجبروا على العودة.
قدم مصطفى الصوفي
ورفاقه الأربعة عشر حياتهم من أجل الثورة والاشتراكية في أناتوليا
(Anatolia)
حيث أتوا ليضعوا ديكتاتورية البروليتاريا في منطقتنا ضمن الممارسة. |